أحلام مصرية
الموقع الشخصي للأديب المصري
ناصر البدري

 الرئيسية  بياناتي  دخول  خروج

تسجيل الدخول
استطلاع رأي
قيم موقعي
مجموع الردود: 17
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

أفراح الضوء

 
أفراح الضوء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في مواجهة الباب الحديدي ظهرت ثلاث مستطيلات متجاورة من ضوء باهت، تقاطعت عليها خطوط من أحرف وأرقام غير واضحة بدت وكأنها لوحات من ذهب علقت بخيوط سحرية في سقف سماء مظلمة، نقش عليها بلغةٍ سرية تاريخاً كتب ليظل مجهولاً . "باستثناء ذلك لم يكن هناك ما يمكن رؤيته" .. ولم تستطع قطعة الضوء الصغيرة _ كما بدا له أنه عن عمد، ومن خلال فشلها في إثبات وجود الحائط المواجه للباب _ إقناعه بأن ثمة حدود لكتلة الظلام التي أدخلوه فيها
أسند رأسه للحائط الذي سقط بجواره بعدما أنهكه الخوف مستسلما للرائحة الكريهة التي غزت انفه، وقد بللت ملابسه عند المؤخرة إلى منتصف الساق بقعة الماء التي لم يمكنه الظلام من رؤيتها وهو يجلس 
 لما أدركت عيناه الخيوط الرفيعة التي تربط قطعة الضوء بمصدرها تحول المشهد إلى ما يشبه عرضاً سينمائياً يحكي وبلغة خاصة رواية (اكتشف انه أحد شخوصها ) تروي مصير هؤلاء الذين لم يرهم رأي العين ولكنه الآن يعرفهم جيداً وقد أصبحوا منذ أن ادخلوه في التجربة جزءً أصيلاً من تاريخه الشخصي . بالخارج كان صوت خطوات ثقيلة يعلو تدريجيا إلى الحد الذي يسمع عنده صوت ارتطام تقطعه فترة صمت قصيرة يظهر بعدها الصوت بنفس القوة التي انتهي بها ، ثم يبدأ في الخفوت تدريجيا .. وهكذا ظل الأمر يتكرر في إيقاع رتيب ومقبض
 رغم انقطاع العرض القهري الذي أشعل غيظه، إلا انه شعر بضيق شديد عندما امتدت يد من خلف الباب و أغلقت الكوة الصغيرة أعلاه 
 كانت أمه قد أطفأت نور الحجرة وذهبت بعد أن أنهت ( الحدوتة ) .. أغلقت الباب خلفها وتركته وحيداً في مواجهة هؤلاء الفارين من بين شقوق الحكايا مقتحمين فراغ عقله قابعين ومتكئين بكل ثقل وقوة أجسادهم الخرافية علي بساط خياله النظيف وطراوة مشاعره ( مردة وعفاريت وكائنات كثيرة لا قبل له بمواجهتها ) . حاول الهروب للداخل فأغمض عينيه وسحب الغطاء علي رأسه ولكنها داهمته في ذلك الحيز الضيق ففر هاربا للخارج مرة أخرى ، وما أن فتح عينيه حتى وجدها شاخصةً أمامه وكأنها خرجت من بين جفنيه
أنهكته المطاردة التي لم يستطع التخلص منها بالصراخ حتى لا يبدو في أعينهم صغيراً وخوافاً، والتي استمرت إلى أن جاء طائر النوم وخطفه بعيداً إلى عالم الحلم . ولكنه ما إن وصل إلى هناك حتى وجدهم بانتظاره وما ان ادركته يد "أمنا الغولة" وكادت تبتلعه حتى انتفض جسده الصغير فطار طائر النوم بعيداً عن نافذة بصره .. فتح عينيه فلم ير شيئاً، فقفزت إلى رأسه فكرة انه أصيب بالعمي .. حاول التخلص منها دون جدوى، ولما تملكته انتابه الزعر فقفز من فوق الفراش مسرعاً نحو الحائط .. متخبطاً في أثاث الحجرة باحثاً عن "الزر" وما أن عثر عليه وضغطه حتى امتلأت الحجرة بالضوء وفارقت رأسه تلك الفكرة اللعينة ، فضغطه مرة أخرى وعاد للفراش 
 هذه المرة لم يكن هناك "زر" . أصابه الهلع عندما فشلت المقاومة، فوقف وسط الغرفة وأخذ يصرخ بجنون ، وعندما انفتح الباب وتسلل الضوء إلى الغرفة، شعر بارتياح وراح يضحك وهو ينظر دون اكتراث في وجه الرجل الواقف أمامه مهدداً بهراوته الغليظة، والذي القي في وجهه ببعض الكلمات التي لم يسمعها .. ثم بصق في وجهه وأغلق الباب .
بحث
نتيجة
«  أبريل 2024  »
إثثأرخجسأح
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930

Copyright MyCorp © 2024