أحلام مصرية
الموقع الشخصي للأديب المصري
ناصر البدري

 الرئيسية  بياناتي  دخول  خروج

تسجيل الدخول
استطلاع رأي
قيم موقعي
مجموع الردود: 17
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

امرأة من نحاس

امرأة من نحاس
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
اليزابيث" امرأة من نحاس، وكنا رجلين من طين 
  علي المقهى الصغير بقلب المدينة، حرصت علي ألا أجلس بجانبها وحرص صاحبي علي العكس، قلت : منذ ثلاث ساعات فقط .. إنها المرة الأولى التي أراها هنا . ابتسم صاحبي فابتسمت هي فاندهشت أنا .. قال انه يعرفها جيداً منذ ثلاث دقائق، وضحك، فضحكَت هي فاندهشت أنا أكثر .. أشارت إلى الأوراق أمامي ، فأخذها صاحبي وقرأ .. أبدت هي إعجاباً شديداً ولم أشعر أنا بارتياح قط .. همستُ لنفسي : كيف والقصائد بالعامية المصرية ؟!! .. نظَرت إليَّ بقلق ، فنظرت أنا إلى صاحبي بارتياب .. تركتهما معا وانزويت قليلاً بمقعدي 
 في الركن الآخر من المقهى كانت الفتاة التي أعجبتني دائما ًوهي تجلس بجوار ذلك الشاعر الوسيم .. رحت أتأمل ملامحها و أراقب بحسدٍ خفي ارتعاشات الأيدي ، ارتباكات العيون ولملمات الكلام الفالت من حوارهما الجاد _ رغم كل شئ _ واشعر بضيق شديد لعدم مجيء ريـم بعد 
 كانا يتحدثان بالإنجليزية وكانت تصل إلى أذني من آن لآخر بعض الأسماء التي ترددت كثيراً "توينبي"، "اتاتورك"، "السادات" .. شعرت فجأة انهما يتآمران علي مشاعري بشكل ما فاغتظت . نظَرت هي في عيني فاستاءت ملامحها ونظرت أنا في عينيها فاستاءت ملامح صاحبي .. دون اعتذار ذهبت 
 النهر قطعة من قماش سوداء ملطخة ببقع الضوء ..ثمة صوت أنين كنت اسمعه آتيا من الجانب الآخر للنهر .. تخيلت إيزيس وهي تجلس متشحةً بالسواد ، تبكي فقد أوزوريس الحبيب وكنت لم أزل واثقاً من أن ريم لن تضيعني مرة أخرى هذا المساء وأنها لن تخلف موعدها معي، وكانا مازالا يتحدثان معا ، فهمت أنهما يعقدان مقارنة بين "عمر المختار" و "وداعًا بونابرت" فتذكرت سلمي وتلك الأيام الصعبة التي قضيتها في الصحراء الغربية .. وقعت عيناي علي وجه بائعة الذرة 
 المشوي .. ببلاش يابيه اعرف جيداً ذلك الوجه الشاحب -
 من السويس ؟ -
شيلاه يا غريب - 
غريب!؟ - 
ايه .. متعرفوش يا بيه ؟ - 
 انه واحد ؟ - 
  اسم الله عليك يا بيه هو فيه كام غريب في البلد دي ؟ -
كنت اهوي الصمت ، وكانت سلمي تكره شكل الحرباء
 هي مصر بعيدة قوي ؟ -  
الأسفلت قطعة من قماش مخضبة بالدم .. كانت الطريق طويلة لم تزل إلى "يدي براني" .. عيناي مربوطتان بخيوط خفية في بقع الضوء الحمراء علي برج الإشارة ، والإسفلت سكين لا بد أن تنغرز في القلب حتى النهاية كي اصل إليها وهي تجلس أمام صورته في البرواز ذو الشارة السوداء يرتدي "أفروله" المموه ويقف متربصاً كفهد وعيناه مليئتان بإصرار غريب ، بينما بينما ملامح وجهه لم تزل مطبوعة علي الرمل في صحراء سيناء .. ودعت سلمي علي مشارف الإسفلت وسرت
 بينما كنت اعبر الطريق من أمام المتحف المصري إلى ميدان التحرير ، كانا يقطعان الطريق معا من الميدان إلى بوابة فندق "هيلتون" وكانا مازالا يضحكان
بحث
نتيجة
«  أبريل 2024  »
إثثأرخجسأح
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930

Copyright MyCorp © 2024