-1-
( وصية لغريب)
أوصيكم
إن مت في بلادٍ
غير بلادي
لا تحضروا جثتي إلي هنا
إن مت في بلادٍ
غير بلادي
لا تحضروا جثتي إلي هنا
دعوها هناك
في البلاد الغريبة
كي أخلد كما أنا
-2-
( يعرفونني أكثر)
المومياوات في المتحف المصري
يعرفونني أكثر
ليس فقط
لكوني حفيدًا لواحدٍ منهم
" كما هو معلوم بالضرورة .. و رغم أنف العروبيين "
بل لكوني امتدادًا
"غير طبيعي ربما"
لحيوا تهم
باعتبارهم مومياوات
في المتحف المصري
-3-
(تبرئة)
إلي حدٍ بعيد
كنتم أبرياء
"أعترف لكم"
لم تكونوا قتلةً محترفين
ولكن كنت أنا
قتيلاً محترفًا
-4-
(....)
أيها السجان
كنتَ غبيًا جدًا
عندما لكمتني في وجهي
بهذه القسوة
لأنكَ في تلك اللحظة
وعلي غير مشيئتِكَ
حررتني من غيابي
- 5-
(....)
أرجوكم يا سادة
لا تصفوهم هكذا بالكلاب
فالكلاب
لا تشبه سوى أنفسها
وهم ليسوا سوي بشرٍ سلطويين
ربما وقتلة
غير أن واحدًا منهم
لا يشبه
أيًا من تلك الكلاب التي رأيُتها من قبل
والتي كانت تحرس بيوتنا
قبل اختراع الحواسيب
ودراسات الجدوى
-6-
(بلادي بلادي)
يالها من بلاد
بلادي
البلاد التي
لا يخشى أصحابها
بطشةَ الحكام
ولا ترهبهم
سطوتهم
فالشعوب
في هذه البلاد
والله
ميتة فعلاً
-7-
(.....)
مرتين فقط
رأيتُ البلادَ التي
"في خاطري .. وفي دمي"
مرتين فقط
تلك البلاد التي
راودتُها عن غربتي
" فغَلَّقَت الأبوابَ "
واستعصمت
مرةً بالغزاةِ
ومرةً بالعسكرِ
بينما كنتُ اعبرُ الصحراءَ
مأخوذًا إلي زنزانتي
صاغرًا
ومقيدًا
بالقوانين المعيبةِ
والدساتير الملفقةِ
"وقد أفلحَ الظالمونَ"
مرتين
ومرتين فقط
رأيتُ البلادَ التي في خاطري
مرةً
عندما
كنتُ طفلاً
ومرةً
عندما
عاودني الحلم
-8-
(....)
لا يا سادة
أرجوكم
لا تضعوا أصابعكم هنا
في هذه البقعة الغائرة
من مؤخرة الدولة
فأنا هنا
يا سادة
ورأسي مثقوب
-9-
(....)
لاشك يا سادة
أنكم تستطيعون
أن تروا الله مثلي
في أشياءٍ كثيرة
ظهور الإبل
والجبال الرواسي
والسحابات
"سوارب وهوامل"
أجنحة البعوض
وربما الأكثر
في الكروموسومات
لكنكم مثلي
لن تستطيعوا رؤيته
في أماكن أخرى
كمكاتب أمن الدولة
أقسام البوليس
والمستشفيات العامة
وعيادات التأمين الصحي
ومراكز رعاية الأحداث
ومحاكم الأسرة
واللجان الانتخابية
لأن الله يا سادة
مثلي
يكره هذه الأماكن
(10)