أحلام مصرية
الموقع الشخصي للأديب المصري
ناصر البدري

 الرئيسية  بياناتي  دخول  خروج

تسجيل الدخول
استطلاع رأي
قيم موقعي
مجموع الردود: 17
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0

بالفعل كانت محبطة

بالفعل كانت محبطة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بهدوءٍ شديد امتدت يدهُ وتناولت مقبض الباب ..واثقةً أدارته .. ببطيءٍ مرتبٍ ودون ما ارتباك .." كل شئٍ علي ما يرام".. وعلي كل حال كان يعرف انهم لابد آتون هكذا .. ربما علي سبيل العادة، أو كإجراءٍ وقائي 
 لم يكن خائفاً هذه المرة ، ولم تفزعه طرقاتهم العنيفة كما كانت تفعل من قبل .. لم يسقط القلبُ فجأةً ولم ترتعد الروح، ولا الذهن تبلبل كما كان ينبغي أن يحدث – فقط – لحظةٌ عابرة، وباعترافٍ ضروري، لم يكن الهدوء كاملاً ونقياً كما أراده، إنها براعة "البرافيزياء" ولن تستطيع أية مصالحة مع العالم أن تعفينا تماماً، ولو من ظلٍ خافت للوجع
 إذاً لا بأس فلا هواجسَ مُقبِضة ولا خيالات سوداء تقدر الآن أن تنزع روحَهُ من ثباتها الذي أسستهُ "الفواتح" و"مراقبة الشيخ" ولا نفسَهُ من سلامِها الذي صنعتهُ أقراصُ "الأنافرانيل" .. يالها من طمأنينة تلك التي أنتجها العجز !!. المهم الآن أنه لا شئ هناك صالحٌ لإدانته 
 ..ـ طييييييييييب  
 
هكذا بياءٍ ممدودة لا تخلو من حدة مصطنعة - فقط- من اجل إنقاذ الباب من أياديهم الثقيلة، أو ربما لإعطاء عقله مساحةً للتأمل .. ( لابد أن هؤلاء الرجال قد تلقوا تدريباً جيداً بعد أن قرأ رؤساؤهم بعناية تلك الأبحاث التي أعدها الأخصّائيون في مراكزهم السرية، فأنا لا أميل إلي تصديق أن هذه الأمور -علي بساطتها الظاهرة- تأتي عفواً ، وتكرارها علي هذا النحو يؤكد أنها أشياءٌ متفقٌ عليها .. انظر!! .. هكذا يجب أن تبدأ .. قوية وسريعة .. بقبضةٍ مغلقةٍ علي الأغلب، ثم تنفتح الكـــــف
 بانحناءةٍ خفيفة للأصابع حتى تحدث دوياً متزايداً، هكذا دون توقف كي لا يجد الواحد فرصةً سوي الاستسلام السريع لإرادتهم ) .. يالها من مهارةٍ فائقة 
.. ـ بالراحة .. بالراحة 
ولم ينسَ أن يغلفها باستياءٍ واضح
 ربما فاجأهم بابتسامته الموحية في ثقةٍ مشيراً إلي الحجرة الداخلية في نهاية الممر
 لا شئ علي الحوائط سوى آيات مذهبات في براويزَ ملونة وبعض اللوحات التي صنعها الطبيعيون 
ـ إنه "فقه السنة" و"الطبقات الكبرى للشعراني" .. وهذه تعاليم بوذا وتمرينات في اليوجا .. عفواً عفواً ،إنها "مذكرات امرأة ساقطة" .. وتلك بعض مؤلفات "كارنجي" 
  لم يكن شئ إذاً صالحاً لإدانته.. حتى تلك الأوراق التي لم يعثروا عليها بعدما أفرغوا الأدراج كلها، لم يكن ينوي كتابتها علي الإطلاق 
.هو بالفعل لم يكن متورطاً بأية درجة ، لذا فقد مضوا وحدهم هذه المرة وتركوه .. حزيناً جداً
 
ناصر البدرى
القاهرة 2-5 -2004
بحث
نتيجة
«  أبريل 2024  »
إثثأرخجسأح
1234567
891011121314
15161718192021
22232425262728
2930

Copyright MyCorp © 2024